عائشة التيمورية


عائشة التيمورية هي عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا بن محمد كاشف تيمور، شاعرة مصرية ولدت عام 1840 في أحد أحياء الدرب الأحمر حين كانت تلك المنطقة مقرًا للطبقة الارستقراطية ولعائلاتها العريقة . عمل والدها رئيسًا للقلم الافرنجي للديوان الخديوي في عهد الخديوي إسماعيل (يعدل منصب وزير الخارجية حاليًا) ثم أصبح رئيسًا عامًا للديوان الخديوي . والدتها ماهتاب هانم وهي شركسية تنتمي للطبقة الارستقراطية، وهي أخت العالم الأديب أحمد تيمور ، وعمة الكاتب المسرحي محمد تيمور، والكاتب القصصي محمود تيمور.
نشأت عائشة في بيت علم وسياسة، فأبوها رجل له مكانته السياسية ورجل مثقف له شغف بمطالعة كتب الأدب، وكانت عائشة تميل إلى المطالعة، فتفهم أبوها طبعها فأحضر لها أستاذين أحدهما لتعليم اللغة الفارسية والآخر للعلوم العربية.
فى عام 1854م تزوجت عائشة وهى في الرابعة عشرة من عمرها من محمد بك توفيق الإسلامبولى . هيأت لها حياتها الرغدة أن تستزيد من الأدب واللغة . فأتقنت نظم الشعر باللغة العربية، كما أتقنت اللغتين التركية والفارسية، وقد أخذتهما عن والديها.
تولت عائشة تعليم أخيها أحمد تيمور، وكان والدها قد توفى بعد ميلاده بعامين، فتعهدته بالتربية والتعليم حتى عرف طريقه، وقد صار بعد ذلك واحدا من رواد النهضة الأدبية في العالم العربى.
 نشرت عائشة في جريدة الآداب والمؤيد عددًا من المقالات عارضت فيها آراء قاسم أمين ودعوته إلى السفور، ومن آثارها الأدبية : "مرآة التأمل في الأمور،و ديوان باللغة العربية باسم "حلية الطراز"، وآخر بالفارسية تم طبعه فى مصر والأستانة وإيران.
ولديها رواية بعنوان "نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال" طبعت بمصر وتونس، وصنفت بأنه بمثابة العمل الأول فى الكتابة النسائية المصرية، ولذلك عدت كاتبتها رائدة القصة النسائية فى مصر والعالم العربى.

 
وتعد هذه الرواية نموذجا للروايات التى تأثرت بأشكال التراث الشعبى وبخاصة ألف ليلة وليلة، رغم تأثرها من ناحية الأسلوب بالتراث العربى القديم، فهى فى تعبيرها تقيدت بالسجع العربى، وبدأ ذلك بوضوح فى عنوان الرواية.

فقدت عائشة ابنتها "توحيدة" التي توفيت في سن الثانية عشر وظلت سبع سنين ترثيها حتى ضعف بصرها وأصيبت بالرمد فانقطعت عن الشعر والأدب وأحرقت في ظل الفاجعة أشعارها كلها إلا القليل. لم يخرجها من هذه الحالة إلا ابنها محمود فتقرب إليها وجمع لها أشعارها واستأذنها في طبعها في ديوان.
وفي عام 1898 أصيبت بمرض في المخ استمر أربع سنوات حتى توفيت  في 25 من مايو سنة 1902.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

«دون كيخوته» دكتور عبد الرحمن بدوي

قراءة فى قصة "عشرة قروش" للروائى محمد عامر فاضل

قراءة فى قصة "عمل" للكاتب محمد عامر فاضل